حلفت أني إذا عدت إلى المنزل ووجدتها فيه فهي طالق
السؤال: لقد تشاجرت مع زوجتي و في حالة الغضب التي كنت فيها أخذت المصحف و حلفت عليه أني إذا عدت إلى المنزل ووجدتها فيه فهي طالق و لم أكن أريد بذلك تطليقها و لكن مجرد تخويفها و ترهيبها و عندما عدت إلى المنزل بعد وقت ليس بالطويل وجدتها في المنزل فهل يا شيخ بارك الله فيكم تحسب هذه طلقة أم أكفر عنها بكفارة اليمين مع العلم أني طلقتها قبل ذلك مرتين؟ و الله المستعان.
الجواب:الواضح فيك أنك تتلاعب بألفاظ الطلاق كثيراً، وهذا لا ينبغي فاتق الله عز وجل، وكونك الآن تقول ما قصدت الطلاق هذا موضوع آخر، فإذا كان لفظك صريحاً وكانت الخصومة واقعة بينك وبينها بحيث علقت الطلاق فعلا إذا لم تخرج من البيت، ثم ما العقل الذي تأمرها به أن تخرج من البيت؟ الأصل أنك تقول لها: لا تخرجي، إن خرجت فأنت طالق، ما سمعنا أحد يقول اخرجي فإن لم تخرجي فأنت طالق. الأصل أنها تمكث في البيت، تبقى في بيتك ، تبقى في حرزها، تبقى في مكانها، تبقى في أمنها وأمانها. ومثل هذا العلماء والفقهاء يشددون عليهم، فاتق الله، راجع نفسك وراجع لفظك وراجع نيتك في لحظتها عندما قلت فإن كان تعليقاً للطلاق على بقائها في البيت فهي طالق وهي الطلقة الأخيرة نسأل الله أن يعافينا وإياك. وهذه الأمور إذا كان اللفظ صريحاً فما يلتفت إلى المقصد، إذا كان اللفظ صريحاً وأردت فعلاً طلاقها وعلقت الطلاق على عدم الخروج على هذا الفعل فهي طالق ولاشك، أما كونك الآن ندمت لأنك مطلق طلقتين وليس لك هذه الثالثة وإنما هذا فراق أي طلقة بائنة وأتيت تبرر بهذه وتحتال على الشرع فهذا الأمر خطير جداً، فأنك تبقى أنت وزوجتك على علاقة والعلاقة غير شرعية. فاتق الله وراجع نفسك وراجع قصدك وراجع نيتك، لكن إذا كان اللفظ صريحاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال: (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد) والتلاعب بالألفاظ تحمل على محمل الجد ما تحمل على أنك ما قصدت إذا كان اللفظ صريحاً، أما إذا كان اللفظ غير صريح فنعم.