الغيب النسبي ، وكفر الكاهن ...
السؤال: ما المقصود بالغيب النسبي؟ و هل ما يدعيه الكهنة من هذا الباب؟ و هل يكفر الكاهن بادعائه الغيب أم بتعامله مع الشياطين؟ أفتونا مأجورين .
الجواب:بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبه هداه وبعد ، الغيب النسبي أي أمور مغيبة ، تُغيب عن البعض وتظهر للبعض،الغيب النسبي حتى في أمور الدنيا،الأمر الذي لا تستطيع أن تشاهده الآن لبعدك عنه أو بعده عنك،مثلاً:يقال لك في جزيرة كذا يوجد كذا أو بحر كذا فيه كذا ، هذا غيب لكن عرفته بالخبر،لكن ممكن لهذا الغيب أن يصبح شهادة في يوم ما، كل ما غُيب عن حسك وذهنك وعقلك فهو غيب بالنسبة لك ،لكنه ليس كالغيب المطلق الذي غيبه الله تبارك وتعالى، أما أمور الدنيا غيبها عنك المكان أو الزمان ، فهي غيب بالنسبة لك ، لكن ليست غيباً بالنسبة لغيرك ممن يوجد في ذلك المكان، وهكذا، لكن الغيب المطلق العظيم هو ما غيبه الله وأراده أن يبقى غيباً مثل:كيفيات الأسماء والصفات ،وغيب نفسه فلا يُرى والجنة والنار وأمور القبور..كل القضايا الغيبية العقائدية غيبها الله عز وجل لأنه يمتحن الناس بتصديقهم بالخبر الذي جاء به إما في القرآن وإما في السنة،ونحن نصدقها بمجرد الخبر بها وأما كفر الكاهن فلا شك، إذا ادعى أنه يعلم الغيب فهذا كفر، ادعى لنفسه ما ليس فيه ، وادعى شيئاً من جنس الربوبية ؛لأن علم الغيب من خصائص الله تبارك وتعالى ، فكونه يدعي شيئاً من حقوق وخصائص الربوبية، هذا كفر والعياذ بالله وكذلك الاتصال بالجن ؛لأن الجن والشياطين لا يمكن أن يخدموا الإنس إلا إذا كفروا والعياذ بالله:( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) ، والله أعلم .